لم تعش طفولتها بل كانت تشع نورا و تعطي الناس املا في الحياة .
ولدت في بداية شهر مايو ١٩٠٤ . في قرية صغيرة بمصر من اب متدين كان يقرأ و يرتل القرأن للناس .
علم ابنته الصغيرة قراءة القرأن و كان مندهشا من براعة ابنته و غنائها من القلب حيث أنها أدهشت العائلة بأكملها ليس بصوتها العذب فقط لكن بأدائها المرافق للغناء النابع من القلب.
لكنها كانت ما تزال الطفلة الصغيرة التي بحسب التقاليد الدينية لم يسمح لها بعد سن الثانية عشر مجالسة الكبار ما بالك بالغناء. هذه الفتاة الصغيرة حازت على محبة و قلب والدها المتدين لتستطيع الغناء .
لم يعرف الأب و لا العائلة ماذا يفعلون بهذه الموهبة الالهية فخطر ببالهم ان يلبسوها لباس الصبي و بهذا لن يخالفوا قانون الشريعة كي تستطيع الغناء .
ام كلثوم كانت سعيدة للغاية أنها ستستطيع الغناء كصبي و أصبحت تغني في كل مكان و تدهش كل المستمعين من رجال و نساء كبار و صغار السن و المتدينين و غير المتدينين.
وصل صوتها لكل الناس في منطقتها لكن الأمر الذي لا نعرفه هو كيف تأقلمت هذه الفتاة و اهلها مع المصاعب التي مرت بها بسبب الشخصيتين المختلفتين في حياتها .
و بعد فترة لم يعد بالامكان التنكر في منطقتها فاختفى ذلك الصبي لفترة و يعد أحد يراه.
و لما أصبحت شابة ذهبت الى القاهرة حيث تعرفت على عازف عود يسمى أحمد زكريا و عادت للغناء بلباس الصبي من جديد في مدينة عدد سكانها الملايين.
كان حظها جميلا لأنها تعرفت على الشاعر أحمد رامي الذي علمها الأدب الفرنسي و كتب لها ١٣٧ شعرا .
ثم تعرفت على عازف العود محمد القصبجي الذي فتح لها أبواب الدخول للحفلات الموسيقية العالمية.
كانت ام كلثوم تغني أغاني عاطفية و وطنية و تنشر السعادة و الأمل لعشرات الملايين من الناس من مصر لدمشق و بيروت و باريس و تعطيعم قوة للحياة و المحبة و مساعدة بعضهم البعض .
كانت أم كلثوم و ما زالت نجمة الغناء العربي تعطي و توزع الدفء على الأرواح و القلوب .
عندما توفؤت عام ١٩٧٥ حضر جنازتها أربع ملايين و نصف شخص لتوديعها و أناس كثيرون لم يستطيعوا الحضور للقاهرة بسبب سوء أحواهم المادية .
و قد تم دفنها خلال ٢٤ ساعة حسب التقاليد الاسلامية.
حتى يومنا الحاضر و بعد مضي ٤٢ عاما من وفاتها تبقى أم كلثوم النجمة الساطعة في البلاد العربية.
و مع سماع الأذان في البلاد المسلمة أيضا نسمع صوتها في كل مكان.
صوتها المليء بالانسانية و الأحلام المشتركة بين الناس.
يسمع صوتها عند البدو في الصحراء و مقاهي القاهرة و قرى السودان و حتى لبغداد .
عند سماع صوتها يسود الهدوء و التفكير العميق بمعاني الحياة.
طفلة صغيرة من قرية صغيرة لم يسمح لها بأن تكون طفلة لحد الان تسطع كنجمة فوق البلاد العربية و تعطي الأمل في الحياة في وقت أصبح فيه الأمل ضعيف في كل مكان.
—
Leave A Comment