هانزيلكا و زيكموند من أشهر المسافرين في أوروبا في القرن العشرين على الاطلاق. مرا على اكثر من خمسين دولة خلال فترة قصيرة و ألفا عشرات الكتب و صورا عشرات الأفلام و كتبا الاف المقالات قاما وباستثناء كبير واحد و هو اصدار ألبوم بالصور!الألبوم الوحيد لهما كان عن كردستان و أصدراه بأربع لغات:

تشيكية و روسية و ألمانية و انكليزية.

كل هذا ليتعرف العالم على الأكراد و كردستان !

و هذا من بعد كارل ماي من القرن التاسع حيث جاء هانزيلكا و زيكموند و بفضلهما تعرفت اوروبا على الأكراد ليس فقط من الكتابات لكن أيضا من الصور . وكان ذلك يعتبر حينها ثورة.

في عام 1968 وقف هذان الرجلان اللذان كانا يعتبرا من أساطير الأمة التشيكية ضد الاحتلال السوفييتي لتشيكوسلوفاكيا مما أدى الى منعهم من السفر و الكتابة و بقيا تحت رقابة امن الدولة.

بالاضافة الى ذلك اضم هانزيلكا بتوقيعه في عام 1977 للمعارضة المعادية للشيوعية خارتا 77 و بقي تحت الرقابة مدة 24 ساعة.

من جهتي كنت أتغلب على جميع حواجز الشرطة و أزور السيد هانزيلكا منذ عام 1977 حتى نهاية دراستي الجامعية في عام 1979. كان افضل مدرس للحياة بالنسبة لي و علمنا بوجود أجهزة تنصت في جميع الأماكن.

لأول مرة الان وجدت شريطا قديما ضائعا فأعدت كتابته انها وثيقة تاريخية! كردستان أرض الانتفاضة والأساطير و الأمل .

أساطير كردستان الذين تعرفوا على الأكراد و كانوا المصدر الرئيسي لقوة هذا الشعب الذي كان تاريخه مليئا بالانتفاضات و الهزيمة والانقسام.

أناس جميلة في جبال كردستان أساطيرهم مليئة بالبطولة والامل والأشعار الجميلة.

أساطير عن اصل الشعب الكردي . عن قصصهم القديمة و غناهم و ثروتهم المرتبطة بهم بالاضافة الى الأساطير الحالية الكبيرة التي هي كبناء سد دوكان المذهل اليوم.

لقاء صحفي مع ييرجي هانزيلكا

المراسل : دكتور ييكتا اوزونوغلو أعدت التقرير: رانيه يونِسوڤا

للإختصار: هـ للسيد هانزيلكا ي للدكتور ييكتا

ي : الرفيق هانزيلكا، عندي سؤال لك ، متى زرت كردستان؟

هـ : في الواقع خلال الشهور الاولى من عام 1960 .

ي : نعم و هناك سؤال اخر ، منذ متى بدأت الاهتمام بكردستان؟

هـ : طيب ، نحن خططنا لسفرنا أعواما طويلة قبل رحلتنا الأولى لافريقيا و أمريكا اللاتينية .

انهينا مخططنا الأساسي الذي كان حتى عام 1938 و ثم عدلناه و مددناه لعام 1946 و كان من ضمنه زيارة كردستان حيث كنا نرغب بذلك في جميع الاحوال .

ي : هذا يعني ان تحويل طريقكم من بغداد كان مخططا له مسبقا؟

هـ : لم تكن بالصدفة ،كان كذلك، في الاصل كنا نريد السفر و المرور من كردستان العراق ثم كردستان ايران ولكن علمنا ببغداد بأننا لن نستطيع الحصول على فيزا أو تأشيرة الدخول لايران و بالرغم من ذلك سافرنا الى كردستان العراق بنية ان نعود و نسافر الى البصرة و عبر طريق الخليج الفارسي الى باكستان.

ي : الرفيق هانزيلكا ، انت كنت في تركيا قبل سفرك الى القدس ، بما انك مررت من تركيا لماذا لم تسافر الى كردستان تركيا بل الى كردستان العراق؟

هـ : نعم في ذاك الحين الاتراك لم يسمحوا للأجانب بالدخول الى القسم الشرقي والجنوبي من تركيا، كان ذلك مستحيلا و حتى القسم الغربي من تركيا لم يكن مفتوحا كله للأجانب .

كان من واجبنا الالتزام بالمخطط و نبهونا انه لن نتمكن من الذهاب لشرقي تركيا و الا نحاول طلب ذلك لأنهم سيرفضون.

ي : قرأت في كتابكم انكم لم تحصلوا على الموافقة و انهم لم يعطوا الموافقة لأي حد حينها و ان هذا المنع دام حتى عام 1967 ثم بعد فترة لغوا هذا المنع، لكنني اعتقدت أنه بالنسبة لكم ممكن ان يسمحوا لكم بالذهاب الى هناك.

هـ : أنا أعتقد أنه بالنسبة لنا و في حالتنا حتى لو سمحوا بالدخول لغيرنا ما كانوا ليسمحوا لنا بالتأكيد .

ي : حسنا رفيق هانزيلكا ، متى و لماذا بدأت كما قلت تخطط خلال سفرك للوصول الى كردستان العراقي او حتى لكردستان عامة؟ أنت تعلم أنه في تاريخ المسافرين في تشيكوسلوفاكيا لا يوجد أي مسافر ذهب الى ايران او أرمينيا أو كردستان . أما أنت فقد كنت في الواقع أول مسافر وأعتقد الوحيد من تشيكوسلوفاكي في حينها .

هـ : هنا من الصعب معرفة ما هي أحلام الشباب، هل تعلم أن محبة رؤية كردستان بدأت عندي لما كان عمري عشر سنوات و قرأت كتاب كارل ماي عن كردستان و مشاكله و أبطاله، كان ذلك بالنسبة لنا مثالا للرجولة و البطولة و الكفاح من أجل الخير و من أجل العدل. هذه كانت أول احلامنا الطفولية و استمرت معنا حتى كبرنا.

نحن مررنا في البداية بكل قارة افريقيا من الغرب الى الشرق ، من الشمال الى الجنوب ، الى جنوب القاهرة حتى مدينة كاب تاون. ثم أمريكا اللاتينية التي فيها عادات مختلفة عنا تماما.

و الان جنوب اوروبا الشرقية ، و تركيا. حينها طبعا لم نستطيع الوصول الى اسرائيل لأنه لو ذهبنا الى هناك ما كان باستطاعتنا فيما بعد الوصول الى الشرق الأوسط.

و علمنا خلال دراستنا عن كردستان أنه عالم اخر ليس فقط ثقافيا او معنويا أو علميا لكن أيضا بقيمه.

أصبح عندنا فضول لمعرفة عالم الشرق الأوسط الذي يعيش فيه شعب في دول متفرقة و يحارب من أجلأرضه وهذا الشيء يبدو أنه مهم جدا.

أحببنا أن نفهم هذا الوضع بالطبع و نتخذ رأيا و طبعا علمنا من قبل ان هذا الشيء صحيح و عادل لأن أي شعب له الحق في دولة مستقلة و أن يكون له رأيه الخاص وهذا ما كان يحارب الأكراد لأجله.

لكن لو أردنا الكتابة عن الأكراد دون معرفتهم عن قرب و طريقة تفكيرهم و عاداتهم لم نكن لنستطيع الكتابة عنهم بالتأكيد لذا كان هذا سببنا الرئيسي للذهاب الى كردستان .

ي : رفيق هانزيلكا : ماذا كان انطباعك الاول؟ انت قلت بأنك تعرفت على كردستان عن طريق كارل ماي الذي ترك فيك أثرا ثم جاء اللقاء الحقيقي . ما الانطباع الذي تركه فيك؟

هـ : هل تعلم ، لقد كانت هذه الأحلام الصبيانية المستوحاة من كارل ماي قديمة جدا ، مضى ثلاثون عاما من ذلك الوقت و خلاله اتضحت الرؤيا أنه كان لدينا الكثير من الحقائق و المعلومات مغطاة.

ربما لا تعلم أنه عدا هذه المعلومات التاريخية و الجغرافية و الطبيعية كان لدينا تحليلات مناخية و احصاءات عن التجارة الخارجية و الملف الاقتصادي الكامل لكل بلد من قبل سفرنا اليه.

و هل تعلم انه عندما الانسان مع حقائق قوية تبقى الأحلام الصبيانية جانبا أمام الصرة الواقعية التي تغطي عليها.

لم نقارن بما حلمنا به بل كانت مقارنة معلومات متراكمة مع ما رأيناه.

ي : كيف كانت انطباعاتك الأولى عن ثقافة العالم العربي والتي تختلف تماما عن حياتكم وثقافتكم هنا ولأزمنة طويلة؟

هـ : تستطيع الاجابة على هذا السؤال بنفسك . فأنت ككردي الأصل الذي يعرف كردستان جيدا و تحبه حبا عميقا مما لا شك فيه ، لو سافرت الى تشيكوسلوفاكيا ثم الى عربستان أيهما أقرب لك؟

ي: نعم بالطبع كردستان ، لكن ..

هـ: أعلم ذلك لكن تشيكوسلوفاكيا أم العالم العربي؟ أيهما أقرب اليك للوهلة الأولى و ما الانطباع الأول؟

ي: بين تشيكوسلوفاكيا و العالم العربي ، أكيد تشيكوسلوفاكيا.

هـ: أعلم أنك لا تقول ذلك مجاملة فأين نجد في عربستان الجبال الخضراء و السهول و الوديان و المحاصيل و النحل؟

منذ البداية بين اليوم الأول و الخامس تقريبا رأينا خلايا النحل و المروج المزهرة بعد فترة طويلة من المرور باصحراء الجافة في عربستان.

فجأة كنا في الجبال المزهرة لهذا وجدنا شبها كبيرا بين كردستان و تشيكوسلوفاكيا حتى مصير الأكراد و التشيك و السلوفاك كان متشابها، فنحن حاربنا منذ ستين عاما أيضا للحصول على دولة مستقلة ، أقصد نحن التشيكوسلوفاكيين.

أنا ولدت بعد يومين من تأسيس الجمهورية في عام 1920 لكن أهلي ولدوا خلال الملكية النمساوية المجرية ، حيث كان الشعب التشيكي و السلوفاكي يحارب من أجل شيء مشابه لما يحارب من أجله الأكراد الان.

ووفقا لتقاليد تلك المعركة فأنتم بالطبع أكثر نضالية منا و أقل حذرا من الشعب التشيكي و السلوفاكي.

أنتم تستطيعون المراهنة بكل شيء في المعركة و عندما تقاتلون تقاتلون و ليس من الضروري التحدث عن المرونة و التصميم لديكم فهذا شيء واضح من أول نظرة. لذلك شعرنا منذ اللحظة الأولى أن الناس و الطبيعة عندكم قريبة لنا جدا . كردستان من البلاد القليلة التي تمنينا العودة لها و نحن نودعها ، لم نرغب بذلك مثلا فيما يتعلق ببغداد العراق .

ممكن للبنان قليلا لأن هناك الطبيعة الجميلة و البحر و الثقافة القديمة التي لها دور كبير في ذلك لكن كردستان كان أقرب الى قلبنا لذلك تمنينا و الى اليوم العودة اليها و لو لفترة قصيرة.

ي : رفيق هانزيلكا ، امل أن تستطيع العودة الى كردستان بالرغم من كل شيء.

هـ : ربما يوما ما ، لحد الان لا نستطيع السفر خارج تشيكوسلوفاكيا لا أنا ولا المهندس زيكموند حسب الشروط التي نتمناها و أنت تعلم الوضع الذي ليس من الضرورة مناقشته حرفيا ، لكننا لسنا مسنين و ربما يمكننا أن نعيش الى تلك الفترة.

ي : رفيق هانزيلكا ، أنت سافرت مع المهندس زيكموند الى كل البلاد و اجمتعتم و تعرفتم على شعوب مختلفة .

هـ : ممكن في حدود خمسة و سبعين دولة قد زرنا نصفها تقريبا.

ي: يهمنا أن نعرف كيف تستطيع وصف الشعب الكردي شخصيته وطبيعته حسب نظرتك كشخص رحال أوروبي .

هـ : لو سألتني كيف أصف سيلاني ممكن أن أحاول وصفه فعندها يكون لي الحق لأن سيلان دولة صغيرة يعيش عليها ملايين السيلانيين في مساحة صغيرة و قد عشنا هناك عاما كاملا و كان لدينا مئات من الأصدقاء الشخصيين من كل المستويات من رئيسة الحكومة السيدة بندارا مايكوفا الى العمال في القرى الصغيرة و الصيادين و عمال المناجم حيث تعرفنا على البنية الثقافية والاجتماعية فهناك نستطيع التحدث عنهم او وصفهم ، لكني لا أظن أنه يمكننا تقييم و وصف الشعب الكردي بعد الفترة القصيرة التي قضيناها هناك فنحن نعلم القليل عن الخصائص الأساسية التي سمعنا بها قبل ذهابنا الى هناك، منها الاجتهاد و القدرة و الحماس للأشياء التي يرغب بها الأكراد و يؤمنون بها.

عذرا هذا ليس وصفا بل ميزات أثرت فينا كالصدق و الأخلاق الحميدة للناس الذين اجتمعنا بهم.

من الممكن أننا كنا محظوظين فقد اجتمعنا بعدد كبير من الناس الذين قضوا مثلا سنين طويلة في السجون الرهيبة في العراق من أجل الفيصل أو القاسم و حتى أكراد ايران الذين كانوا وقتها في كردستان العراق و كانوا قد قضوا في السجون الايرانية وقتا لكن هذا لم يهزمهم او يكسرهم بل عندما خرجوا من السجون عادوا للقتال و العمل مجددا دون خوف من السجن فهذا شيء يعجب به كل انسان و يحبه في الشعب الكردي .

هو شعب محارب ليس هدفه القتال فحسب ولكن هدفه الحصول على الحرية و الاستقلال و هما من حق الشعب الكردي و بالرغم من كل المصاعب و الهزائم عبر الأجيال فهم يحاولون و يقاتلون من جديد، هذا ما يعجبنا فيهم فقد انطبع ذلك في شخصياتهم .

و لأن الشعب الكردي شعب مقاتل فأنا أخاف مما سيحصل مع الأكراد بعد أن يصبحوا موحدين و يعيشوا في دولة مستقلة واحدة و هذا ما أتمناه لهم و أؤمن أنه سيحصل يوما ما ، و هو أن تضيع هذه الفضائل و الخصائص منهم.

ي : رفيق هانزيلكا ، أتمنى وأامل أن تصبح لدينا أرض ودولة مستقلة و أعتقد أنه ليس من طبع الأكراد الأنانية و أنهم ليسوا أنانيين لذا لو سنحت لهم الفرصة سيصبحون مقاتلين جيدين و يقاتلوا ليس فقط من أجل أنفسهم و لكن للحصول على عالم أكثر عدلا.

هـ : انها أمنية كبيرة و أتمنى لكم حظا سعيدا لتحقيق ذلك ، لكن حسب رأيي هناك خطر أساسي و هو أن الأكراد بالفعل اليوم شعب فقير لأن خيراتهم تذهب لبلاد أخرى فالنفط الكردي يباع على انه نفط عربي و الأرباح الكبيرة منه تذهب للشعوب العربية و لا يبقى شيء للأكراد .

العيش في الجبال الكردية ليس سهلا و أنا أعتقد أن غنى الدولة أو الشعب ليس جيدا بالنسبة لهم فان جاء غنى الشعب أو الأشخاص سريعا بسبب ثروة بلده أو عمله أو أفكاره يأتي معه الخطر و هو أن نظرة الناس الى بعض القيم ستتغير و سيفسدهم هذا الغنى.

ي : هل تعلم ما الذي فاجأني كثيرا ، هو أنه بعد عودتك من كردستان كتبت عنه.

فمن ضمن الدراسات التي درستها بين المثقفين الأوروبيين عن الانتفاضة الكردية هي عن أعمال المتمردين الأكراد و بذلك تَكون عنهم الرأي العام في أوروبا.

من ألقرن الثامن عشر الى أواخر القرن التاسع عشر قام بالانتفاضة تشيخمان من أجل انشاء دولة كردستان الموحدة ثم تم قمع هذا التمرد في الواقع من خلال سوء التفاهم لأنهم اعتبروا هذه الانتفاضة تمردا و استمرت أسطورة التمرد الكردي حتى وقت قريب.

نحن تفاجأنا بملاحظتك عن الأكراد حيث أنه كانت هناك إشاعة عنهم و هي أنهم قوم يقاتلون حتى لو لم يكن هناك سبب يقاتلون من أجله كما فاجأتني بملاحظاتك المتعددة بالرغم من المدة القصيرة التي قضيتها هناك..

هـ : ممكن لو كنا وصلنا لكردستان كأول دولة أو بين الأوائل لم نَكن لِنستطيع فهم الأحداث هناك ، لكنك تعلم أنه كان عندنا خبرة عشرين عاما قبلها. بالطبع عندما تصل الى دولة جديدة لم ترها من قبل لكنك تعلم الكثير عنها من دراستك و تكون محظوظا قليلا في الاختيار ستستطيع حينها ادراك الموضوع و الوصول لنتيجة معينة. عندما تفعل ذلك للمرة الأولى تتعرض للأخطاء و بعد المرة العاشرة تصبح أفضل و لكن بعد المرة الخميس يصبح لديك خبرة و يقين و معرفة.

أنا أعتقد أن مفتاح ذلك هو الصدق الداخلي و لنقل النقاء الأخلاقي لمن يراقب و يحكم، و هذا ما كنا نحاول الوصول اليه لأنه عندما تقترب من شعب مقاتل و معذب مثل الشعب الكردي بقلب نظيف و تحاول تفهمه بصدق سيكون من السهل عليك فهم الموضوع بأكمله . طبعا نحن كان بامكاننا نظريا أيضا أن نزور كردستان كأشخاص ذوي جنسيات أخرى و يكون لدينا اهتمام بمصالحه و ثرواته و لن نسمح لبعض الأكراد أن ينزعوا مخططنا الذي يمر بسهولة و النفط يتدفق و النقود تجري بين أيدينا و أنه لا يحق للأكراد التدخل فينا.

هؤلاء أتراك نسوا لغتهم الأم و هذا كان رأينا في الكتاب الذي كتبناه لأنه لو قلت لأحدهم أنه مقاتل .أو متمرد فهذه مجرد كلمات ، فهناك كان القتال من أجل شيء معين و علينا أن نعلم من أجل هذا ، هل القتال على حق أو بدون حق؟

في الاخر وجدت منظمة الأمم المتحدة أنه من الأشياء الأساسية في جميع أنحاء العالم ان كل دولة لها الحق في تقرير مصيرها فلماذا لا ينطبق هذا على الأكراد؟ أين الأسباب؟ يجب البحث عنها في الاقتصاد ، هناك يسيل النفط الذي هو سبب السعادة و الشقاء و الأمل و اللعنة بالنسبة للأكراد ، النفط الموجود في أراضيهم الذي يستولي عليه الأغراب و لا يريدون تركه و فوقها ينعتونك بالمتمرد.

أقول هذا ببساطة الان لكن الجوهر في ذلك بالرغم من العبارات و الاراء الرسمية على أعلى المستويات هو البحث عن الاهتمامات التي لا يصرح بها أحد على الملأ لأنه بالطبع سيخجل و لن يتكلم عنها بصراحة .. أحيانا يختبئ و يشعر بالذنب هذا الذي لا يحق له الشعور بالذنب و يعتذر على غير حق.

و هذه حالة كردستان و عربستان حسب رأينا ، كنا متأكدين من ذلك منذ 19 عاما حيث تركنا كردستان و من تلك المدة لحد الان لم يحدث أي شيء يدفعنا لتغيير رأينا .

ي : رفيق هانزيلكا ، منذ عام 1961 و لحتى 1962 لم توجد دولة أوروبية بما في ذلك الدول المجاورة أو الدول الغربية عبرت عن موقفها الرسمي بالنسبة للقضية الكردية. بالعكس ليس فقط أنهم سكتوا بل كان هناك رقابة في جميع أنحاء العالم على المتحدثين بالقضية الكردية في العراق لأنه بعد ثورة العراق كان السؤال عن القضية مهما و أعتقد أن جميع الدول حاولت ألا تزعج قاسم الذي كان هناك حينها. و بالرغم من ذلك بعدما مررت ب 75 دولة دائما كنت تؤلف كتبا عن كل دولة في الشرق الأوسط أو الهند او افريقيا أو أمريكا اللاتينية و بعد عودتك من الشرق الاوسط ألفت حسب معلوماتي ان لم تكن خاطئة كتابا و كان هذا الكتاب الوحيد الذي ألفته عن شعب واحد.

هـ : نعم هذا الكتاب لم يصدر ، يوجد فقط على شكل مخطوطات و هي عبارة عن مجلدين حول سيلان . لكن كتبنا كتابا عن كردستان من عدة فصول و الفصل الأساسي كان عن السفر .

المنشورات المصورة كانت شيئا جميلا لذلك اخترنا البلدان الجميلة المثيرة للاهتمام و كردستان دولة جميلة جدا لذلك اخترنا وأصدرنا عنها منشورات بالصور .لذلك النصوص المترجمة من التشيكية الى الألمانية التي أحضرتها لي توجه و تظهر رأينا الأساسي و الباقي كله معبر عنه في الصور.

أما في كتاب ألف ليلة و ليلة فتوجد فصول كاملة عن كردستان و توجد هنالك امكانية التعمق فيه. كان هذا العمل كوظيفة للمتعة و رؤية المعلومات و التوجيه الأساسي و بما أننا لم نعش في كردستان أكثر من عام واحد لم نسمح لأنفسنا بالكتابة عنه فقط و لو حصل لكان مشابها للكتاب الذي لم يصدر و هو عن سيلان.

ي: رفيق هانزيلكا ، هل كان ذلك السبب الوحيد لعدم اصدارك كتابا فقط عن الأكراد؟

هـ : كلا، كانت المنشورات كثيرة أولها عن ألبانية التي كانت العلاقات منقطعة بينها و بين عالمنا و التي كانت تميل الى الصين ، و لكن في الوقت الذي أعددنا فيه المنشور لم ينجح الأمر. ثم كانت عن تركيا ثم عن كردستان ثم كشمير .لكن لسوء الحظ ضربنا من حيث النشر ، كان من المفروض أن نصدر بين العشر و العشرين منشورا مصورا

لقد قام بتنفيذ تلك الفكرة المدير ارني ماتيي شينار الذي كان شابا مغامرا و حكيما ، للأسف توفي بسرطان في الدماغ و بعد وفاته لم يرغب احد في هذه المؤسسة البيروقراطية أن يعقد أموره و يصدر المنشورات المصورة و بهذا توقف كل شيء .بالنسبة لنا كانت المنشورات المصورة قضية هامشية لأن الملخص كان في الكتب و النصوص المكتوبة عن السفريات. لذا كان هذا من صالحنا لتطبيق صور جيدة و بشكل جيد و مناسب تماما من الناحية التقنية على نطاق أكبر، لذا بدأنا من جديد باصدار هذه المنشورات مع أن قيمة الكتب و النصوص كانت أعلى بالنسبة لنا.

ي : رفيق هانزيلكا مثلما قلت لك ، كان رأيك الرسمي بالنسبة لمسألة الأكراد واضحا و قويا و لم يكن أحد ولا من الدول المجاورة يريد التعبير عنه رسميا حتى عام 1964 و بالرغم من ذلك فأنت استطعت اصدار هذا الكتاب عن كردستان.

هـ : نعم في الواقع كانت هذه القضية الأولى في هذا المجال ، كنا محظوظين في الواقع أننا استطعنا التكلم عن مشاكل تلك الدول التي مررنا بها مع عدد من الشخصيات المهمة بشكل ودي .

لقد حصلت على انطباع بأننا ساعدنا في اظهار كردستان الذي لم يكن معروفا و هذا ما كنا نسميه بالمعسكر الاشتراكي.

و لدي انطباع بأن هناك العديد من الأشياء الموضعية كغرب ايران و القضايا حول التفكير العالمي او يمكنك تسميتها كما تشاء ، ببساطة السياسة الدولية من وجهة النظر الحالية.

كانت هناك وجهة نظر أن الأكراد دائما يحبون القتال لذا لم يعير الجميع انتباها لهم ، فنحن وضحنا هدف هذا القتال و شبهه بالقتال الذي كان موجودا عندنا من أجل الحرية. لقد ساعدنا ذلك في اصدار الكتاب الذي كان يعترض عليه الكثير من الناس فكان عليه المحاربة من أجل فرض اصداره

ي : رفيق هانزيلكا ، أعتقد أنه بالتأكيد كان عليك أنت و الرفيق زيكموند عرض رأيكم و المحاربة من أجله فقد تحدثت مع العديد من خريجي الجامعات في تشيكوسلوفاكيا في تلك الفترة حيث كانوا يدرسون و لم تكن عندهم أو عند غيرهم الامكانيات التي كانت عندكم.

هـ : كيف أشرح لك ذلك؟ هل تعلم أننا نحن الاثنان أنا و زيكموند نحب القتال مثلكم أنتم الأكراد و ممكن سبب شعورنا بهذا أن قتالنا من أجل الحق و العدل .

أحيانا كنا نواجه المشاكل و نصفع لكننا متأكدين بأننا كنا دائما ندافع عن العدل و عن شيء حقيقي.حاليا اراؤنا مرفوضة و نحصد بذلك المر لكن الأمر غير مهم لهذه الدرجة.

ي : رفيق هانزيلكا ، أنت قلت أن القضية الكردية ضائعة مقارنة بقضايا دول أخرى و مع ذلك كتب عن هذه الأوضاع في الأعوام 1964 و 1975 و 1970. و بعد فترة استراحة كتب عنها أيضا في عام 1975 و بالرغم من ذلك تصل لأوروبا أصوات من كردستان الايرانية و كردستان العراقية من جديد و يكتب عنها من جديد فلا أظن أنها مسألة جهل كما يحدث اليوم.

هـ : أنا أظن أنها مسألة عدم اهتمام أو بالعكس اهتمام بعدم النشر في بعض الأحيان. و عدم كثرة الحديث في هذا المجال أي عن مشاكل الأكراد فهو ما يسمى بالسياسة العالمية العظى. العالم العربي في الأعوام الأخيرة و لأسباب ليس من الضروري ذكرها يقوم بانشاء سياسته العالمية الخاصة.

لا نتكلم عن السياسة العربية و لكن عن كردستان.أريد أن أتكلم فقط عرضيا أن العرب يشكلون قوة ما في العالم.

قوة اقتصادية بشكل خاص و امكانية التأثير الاقتصادي. تذكروا فقط كيف أثر OPEC على الاقتصاديين في كل العالم و كل الجهات لذا بالطبع ان اردنا أو لم نرد فبسبب تأثيرهم الاقتصادي على العالم فان مطالبهم تحترم و تحقق لأن هناك خوف من رد الفعل المعاكس .

هم أقوياء اقتصاديا و اذا كان من مصلحتهم عدم الكلام بكثرة عن الأكراد فان بأيديهم التأثير على العالم، هذا برأيي غير عادل لكن للأسف هو ما يحصل .المسألة ماذا سيفعل الأكراد بهذا الشأن. هل تعلم لدي انطباع أن الأكراد محاربين جيدين لكن تكتيتهم و استراتيجيتهم سيئة ، أنهم دائما يحضرون أنفسهم لقتال معين و ؤقاتلون بشجاعة لكن هذا كله يدوم كحملة قصيرة المدى و ان الأكراد يفعلون القليل ليتعرف عليهم العالم أكثر فمن الأفضل أن يبحث الأكراد عن روابط مع أشخاص قادرين على رؤية انسانية جماعية للمسألة و يبحثوا عن طريقة لتنظيم الشعوب المتحدة و البحث عن مصادر المعلومات و عن أصدقاء جيدين في دول فردية.

الذين لا يعطون أوليات اهتمامهم للاقتصاد قبل السياسة .

الذين يعملون لأجل أهداف عادلة . ممكن أنهم لا يفعلون الكثير و لكن هذا يكفي و يحسب لهم و المهم أن يستمروا في ذلك.

لا يوجد أي حل سريع خلال عام و لا حتى خلال خمسة أعوام و هذا ما يعلمه الأكراد جيدا و أكثر من أي أحد في العالم.

دائما يكررون معركتهم و دائما يشعرون كأنهم يضربون برأسهم عرض الحائط بعدم تفهم العالم لهم و عدم الاهتمام بهم. و فجأة أغلق العالم أعينهم عن أنه توجد حقوق عالمية للانسان.

أنا أعتقد أنه يجب محاربة هذا الشيء بالحصول باستمرار على المعلومات و بالبحث عن التأثيرات الجانبية التي يمكن أن تساعد و العمل على تحسين الرأي العام العالمي بكل الوسائل الموجودة لديك و ان لم تكن موجودة فالبحث عن وسائل أخرى جديدة و العمل على نموها.

و اظهار تاريخكم و ثقافتكم و حقوقكم باستمرار لكل العالم و اعطائهم المعلومات عن مطالبكم لأن الكثير من الناس لا يفكرون بالأكراد لأنه لديهم معلومات قليلة عنهم. أما اليوم فهناك فيضان هائل من المعلومات في العالم.

و برأيي أنه من احدى أهم الخطوات لدعم القضية الكردية هو أن تحاولوا تعريف العالم بحقوقكم و قتالكم و محاولاتكم و أن تشيروا باصبعكم على هؤلاء الذين ينتهكونها بانتهاك لميثاق الأمم المتحدة .

ي: لكن رفيق هانزيلكا دائما كان من الأسهل بالنسبة لكم القتال على جبالكم و على أرضكم بدلا من تشكيل مجموعة فكرية معينة و محاولة تغيير الرأي العام في اوروبا و أنت تعلم أن هذا صعب .

هـ : لكن هذه بالفعل طريقة أصعب فالقتال بالأسحة على الأراضي الخاصة يجلب الألم و المزيد من الخسائر لكنه أسهل من الحرب على الجبهة العالمية ، ففتح طريق للجبهة العالمية و الحفاظ عليه أمر صعب جدا و انا أظن أن الأكراد يعانون و يفقدون الكثير لأنهم يقللون من أهمية ذلك.

ي: رفيق هانزيلكا الان بدأت ايران بمحاربتنا و نحن نعلم مسبقا أنه ليس لدينا الأمل الكبير بالانتصار ، هل تعتقد أن هذا أيضا بسبب معرفة العالم القليل عنا؟

هـ : أرجوك لا تنتظر مني جوابا جديا على سؤالك لأنني أعلم القليل جدا عما يحصل في ايران و في كردستان ايران فلا أستطيع اعطاء رأيي بهذا.

أعتقد فقط أنها ستكون حرب قصيرة المدى الغير مهيأ لها فجبهة المعركة دائما ذات وجهين داخلي و خارجي لا يمكن فصلهما عن بعض. في هذا العالم الذي فيه مصالح كثيرة متشابكة مرئية و غير مرئية لا يهم ما يحصل فقط على الجبال الكردية بل ما يحصل خلف الطاولات الخضراء في تنظيم الشعوب المتحدة و مراكز القوى الأخرى يحصل أيضا في العالم العربي وراء طاولات الاجتماعات.

هذا يلعب دورا كبيرا بدون شك بأن العالم العربي و الاسلامي أقصد العرب و ايران لديهم وسائل لا تقارن بوسائل الأكراد.

و أن رجاءكم و أملكم ليس بقط بقتالكم بل يجب أن يكون بذكائكم باستمراركم و بالقدرة على تنسيق الأعمال الداخلية مع الأعمال الدولية .

يجب أن يسير هذان الشيئان بجانب بعض حتى تحصلوا على نتيجة لأن تلك المصالح الاقتصادية و الاستراتيجية للسلطات العالمية ضد الأكراد قوية جدا. مع ذلك لكم الحق أن تعيشوا في وطنكم كردستان و يجب أن تقنعوا العالم بذلك.

اسف أني أتكلم بهذه الطريقة لكن هذا رأييي و يمكن أن أكون مخطئا فيه لكني أظن أنه يجب أن تبحثوا عن قوى في العالم مصالحها تشبه مصالح الأكراد و ممكن أن تجدوا ذلك و حينها تجدون الدعم الدولي الذي لا يمكن أن تحصلوا عليه لوحدكم.

لو مثلا ارتكبت العراق أو ايران أو تركيا ضدكم أفعالا غير قانونية ستكون هناك احتجاجات و مظاهرات ضد انتهاك الحقوق و القواعد الوطنية الأساسيةالخ

لكن هذه الاحتجاجات لن تفيد كثيرا ، سيقرأ العالم عنها من ضمن أخبار أخرى و بعد يومين ينسوا لأنه دائما توجد أخبار جديدة و بعد شهر لن يعلم أحد بما حدث للأكراد من أفعال شنيعة لأنه في العالم بأكلمه تحدث أشياء فظيعة كل يوم لشعوب كثيرة و أناس كثيرين و تحصل أشياء تلو الأخرى.

هذا التدفق السريع للمعلومات و الأحاسيس هو أكبر خصم للسعي الطويل. يجب أن تبحثوا عن أسس لمصالح دائمة تتماشى باستمرار مع مصالح الأكراد و الاستناد على الاهتمام الدولي لتلك المصالح.

ي: في الحقيقة أنا متأكد أن هذا القتال أحسن بالنسبة لنا ، لا أعلم اذا كان هذا من طبع الأكراد لكن حتى الان كان القتال بالنسبة لنا في الخارج أصعب بكثير. و أنا أعتقد أن الأكراد بحسب شخصيتهم ليسوا جيدين في المقام الأول لا في السياسة ولا في الدبلوماسية.

هـ : هذا أيضا يولد من الحقيقة لكن يجب أن تحاولوا . أنت قلت عنما اجتمعنا اخر مرة بأننا عملنا شيئا للشعب الكردي.

من المحتمل أننا أثرنا على ناس كثيرين و على رأي العشرات ممن حولنا دون أن نشعر بأننا ساعدنا أحد ، فقط لدي انطباع بأننا نفعل أشياء عادلة لا أكثر. لقد كانت مفاجأة بالنسبة لي عندما أتيت يوم الأحد و حدثتني بالموضوع.

لم أكن أنتظر أنه سيأتي أحد من كردستان و يقول أنه يعلم بذلك و يرحب به و في الحقيقة أسعدتني كثيرا.

من المفروض أن تبحثوا عن هكذا أصدقاء لأني الان لا أستطيع فعل أي شيء كما تعلم ، لكنني لو استطعت الذهاب الى أماكن كثيرة في العالم أكيد ستتاح لي الفرصة بالتحدث عن القضايا الكردية ، لكن هذا لا يجب أن يتوقف على شخص معين أو فئة معينة. أعتقد انه عليكم البحث عن أصدقاء أوفياء و مخلصين لا يخافون الكلام و التعبير عما هم مقتنعون به. هذا حل لأنه لا يمكن للأكراد فعل ذلك لوحدهم ، يجب أن يكون لهم أصدقاء من مختلف الدول يتفهمون مشاكلهم

و يكونوا مقتنعين بعدالة االقتال الكردي ، هؤلاء الأغراب الذين يستطيعون تغيير الرأي العام في محيطهم.

ي: هل خطر ببالك كم كنا سعداء عنما اكتشفنا كتابكم؟ نحن الطلاب الأكراد في أوروبا ، حصل ذلك في عام السبعينات عندما كنا في برلين و كان لينا المجال لرؤية برلين الشرقية حيث اشترينا كتابكم و اعتقدنا لمدة طويلة أن مؤلفي الكتاب ألمان للأسف ثم غيرنا رأينا عندما سنحت لنا الفرصة السفر الى تشيكوسلوفاكيا للدراسة و كنا بالفعل متفاجئين و لحد الان فرحين أن لدينا أصدقاء في تشيكوسلوفاكيا .

هـ : لكن هذا قليل انه كقطرة ماء في كأس و يجب ان تكون القطرات اكثر.

ي : نحن سنحاول ذلك.

هـ : أتمنى لكم النجاح كثيرا في محاولتكم و أظن أن هذا مفتاح للحل الحقيقي ، ممكن أنه للأكراد سمعة في العالم و هي انهم يحبون القتال و يتقاتلون باستمرار لهذا لا يعير العالم اهتماما لهذا القتال لأنه أولا قليل من يتفهم ذلك و ثانيا هناك العديد من الذين لا يريدون أن يتفهم أحد ذلك لأن من مصلحتهم أن تبقى الأمور كما هي ، و هناك فئة ثالثة لا تعلم أبدا بما يحصل و هنا أملكم لأنه من الخارج يبدو قتالكم و كأنه قتال أفراد بين بعضهم و لأن لا أحد أوصل لهم أية معلومات فلا تنتظروا منهم أنهم سيحاولون الحصول عليها بأنفسهم ، فهم بالفعل ليس لديهم أي فكرة عما يحصل عندكم.

هذه مسؤؤليتكم ان تجدوا طريقا لنشر المعلومات الى كل العالم.

أنا أعتقد أن القضية الفلسطينية هي قضية ساخنة منذ أعوام عديدة و السياسة تلعب فيها دورا كبيرا أكبر من الخوف على مستقبل الفلسطينيين فقط.

هذه منطقة استراتيجية أكثر من اللازم و العالم خلال أعوام يعرف الكثير عنهم من الاذاعة و التلفاز و الطباعة التي تتكلم عن الفلسطينيين باستمرار بطريقة أو بأخرى ، انه موضوع مثير للجدل و حوله نزاعات مستمرة لكن يتكلمون فيها. العالم كله يعرف عن القضية و المشاكل الفلسطينية و ممكن في مكان ما يتعاملون معها كمشكلة حقيقية.

عدد الأكراد يفوق بكثير عدد الفلسطينيين و أراضي كردستان أكبر بكثير من أراضي فلسطين.

فاستراتيجية تلك البلاد أهم بكثير و من وجهة نظر الاستراتيجيين فكردستان بلد مقلل من شأنه لأنه في هذا المجال يوجد سكوت كامل و عدم معرفة و عدم أهمية.

من المفروض أن يكون للأكراد و كردستان نفس الحقوق باهتمام العالم بهم مثل الفلسطينيين و فلسطين…

بالنسبة لفلسطين و الفلسطينيين و الأراضي الفلسطينية يوجد هناك اهتمام من قبل السلطات .والدخول في هذه الطاحونة ليس بالأمر السهل لكن لا بد منه..

ي: رفيق هانزلكا ، نستطيع القول كما أعتقد بأننا دفعنا الكثير من أجل نيل حريتنا و لحد الان لم نحصل علينا.

هـ : نعم باعتقادنا أنكم تدفعون الكثير بدون نتيجة فلهذا هي حرب من طرف واحد تستند على امكانيات داخلية فقط ، ناسين أنه في هذا العالم و في أي مكان اخر من الكرة الأرضية لا يمكن تغيير أي شيء بسهولة دون مساعدة قوى أخرى و موافقتها على ذلك. طبعا من مصلحة أعدائكم ألا تصلوا الى هذه النقطة. المحاربة بالسلاح ضد القوات العراقية أو الايرانية شيء لكن المحاربة ضد السياسة الايرانية أو العربية أو محاربة الدبلوماسية الايرانية أو الدبلوماسية العربية شيء اخر و هو جاد جدا. لكن كما تظهر التطورات خلال العشر سنين الأخيرة أن هذا أهم من القتال الشخصي في نفس المكان .أعتقد أن هناك مفتاح الحل حتى لا تتكرر نفس الحروب وإعطاء التضحيات بالارواح والقيم.

هل لديكم أي سؤال آخر؟؟

ي : وصلنا الى النهاية رفيق هانزيلكا، أحببت أن نسألك إذا كنت تريد من خلال جريدتك أن توصل أي رسالة لأصدقائك في كردستان العراق الذين لا أعلم بالفعل إن كانوا ما يزالون على قيد الحياة أم لا أو إذا كنت ترغب بإيصال أي رسالة للشعب الكردي لأنه ليس لدينا أية وسيلة لذلك غير هذه الجريدة

هـ : عادة نقوم في النهاية بعمل صرخة احتفالية الى حد ما . أخشى أنني لو تكلمت عن أصدقائي الشخصيين كارل مادهيد وآخرون و الباقي القليل عنهم خلال هذا اللقاء فلن أصلح ذلك خلال الكلمة الأخيرة.

أتمنى لكم حظا سعيدا و أنتم تعرفون مدى عشقي وحبي لكردستان و تعلمون جيدا مدى حبي واعجابي به من كل الجهات و أني أتمنى له الخير و النجاح. لا استطيع قول المزيد لأن هذا سيكون غير ضروري.

ي : أشكركم جزيلا

هـ : أنا أيضا أشكركم