الأكراد وكردستان: مفاهيم ومطلحات يمكن أن تكون غريبة وخادعة لجيل الشباب اليوم. ولكن كأمة يرجع أصلهم إلى الهندو أوروبيين ولغتهم تنتمي إلى مجموعة اللغات الهندو-أوروبية.

الأكراد وكردستان – مصطلح يمكن أن يكون خادعا لجيل الشباب اليوم. ولكن بالنسبة للرحالة والكتاب المعاصرين مثل جييري هانزلكا وميروسلاف أو الرحالة الكبير كارل ماي ليست كذلك. رواية كارل ماي “عبر طبيعة كردستان” أو “على مسار باديشاه” منذ عام 1892 استولت على قلوب الشباب وظل قراء روايات ماي يحملون في ذاكرتهم صور المناظر الطبيعية الجميلة والبرية في كردستان. في وقت لاحق المستكشفين الأسطوريين جيري هانزلكا وميروسلاف زيكموند لم يعرفوا التشيكيين فقط بمصطلحي الأكراد وكردستان ولكن أيضا كل أوروبا وأيضا معهم الرحالة الكبير كارل ماي. نحن الأكراد ممتنون لهم كثيرا. ولهذا السبب، خلال دراستي، قمت بالأتصال بهم شخصيا ، وأصبحت على علاقة صداقة مع جيري هانزلكا. والسيد ميروسلاف زيكموند الذي عاش في غوتوالدوف آنذاك، في زلين اليوم،ولذلك لم أتمكن من زيارته كثيرا بقدر السيد هانزلكا. ولقد نشرت هذه الشخصيات العظيمة إلى الأمة التشيكية أول ألبوم مصور عن الأكراد، وقاموا بنشره بثلاث لغات، وبفضل هذا الألبوم، تعرفت أوروبا على الأكراد وكردستان. ولا تزال تسجيلاتي مع السيد هنزلكا في أرشيفي وإن شاء الخالق سوف أقوم بنشرها هذا العام – لأول مرة بعد 40 عاما! ولقد تغير توجه جيل الشباب في الجمهورية التشيكية وكذلك في جميع أنحاء العالم، وبالتالي لم يعرف الأكراد وكردستان في جميع أنحاء العالم إلا بعد ظهور الدولة الإسلامية وكأمة واحدة وقفت بفخر وأعتزاز.

كأمة الأكراد ينتمون للقبائل الهندو-أوروبية ولغتهم تنتمي إلى مجموعة اللغة الهندو-أوروبية. والأكراد من نسل الميدين القدامى ويعيشون منذ آلاف السنين في بلادهم، وهي ما تسمى بكردستان. ولقد قسمت كردستان وبسبب مواردها الطبيعية ووزعت على أربعة بلدان بعد الحرب العالمية الأولى وهي: تركيا وإيران والعراق وسوريا. لقد أصبحت الحدود مثل السيف في حياة الأكراد. تم تقسيم بعض المدن خلال الليل، مثل برلين بعد الحرب العالمية الثانية. تم فصل القبائل والأمم بالقوة، ولم يقبل الأكراد أبدا بهذه الحدود ولا يزال الصراع حتى يومنا هذا. وأنا أعرف أنه لم يحدث لدولة في تاريخ البشرية في القرن العشرين أن نهضت في كثير من الأحيان كما هو الحال بالنسبة للأكراد. ولقد انتهت كل هذه الانتفاضات بمذابح وإبادة جماعية، ولكن الأكراد لم يتركوا أو يتخلوا عن حبهم لبلدهم. ولقد أصبحت ثروتنا هي مصدر لعنتنا التي نكافح من أجلها منذ أكثر من مائة عام، وبأيد عارية تقريبا.

اللغة الكردية أقرب إلى التشيكية منها إلى التركية، التي تنتمي إلى مجموعة اللغات التتار-تركية. وأود أن أعطي مثالا على ذلك: في الكردية جين (تقرأ شين) وتعني امرأة، ولكنها تنطق كادين في التركية. كلمة أخ في الكردية بيرا، ولكن في التركية كاردش (بحرف الشين) ومثل هذه الأمثلة التي تدل على الأرتباط بين اللغتين التشيكية والكردية كثيرة.

لقد مرت الشعوب الهندو أوروبية بالاقطاعية منذ آلاف السنين حيث تطور لديهم أخلاق مشتركة أو قريبة، إلا أن شعوبا مثل الأتراك الذين كانوا من البدو والإقطاعية لديهم لم تكن لديها نفس الأخلاق التي نمتلكها. ولعلها أخلاقيات مختلفة، والأخلاق هي حتى الآن بعيدة وصعبة على مفهومهم. وهم يشعرون أن أخلاقنا هي نقطة ضعفنا ويحاولون الاستفادة من ذلك. بالنسبة لهم الهدف هو المهم وتحقيق الهدف، وكل الوسائل هي حق.