هل حقا أراد لي الخالق أن القى وأعاني كل هذا الألم الذي لا يطاق مباشرة في بيت الطبيب الأسطوري فاوستو؟

الشر يزداد بقوة ويصل إلى أبعاد تتجاوز خيال كتاب ومؤلفين روايات الرعب بقدر يستحيل تخيله، حتى بالنسبة للمؤلفين للإصدارات الجديدة، أو الأصلية التي يدلي بها الأوصياء والرقباء كما في رواية فرانز كافكا.

كان الأستاذ المشرف يعطيني المزيد والمزيد من الاختبارات لكي أجيب عنها. كنت أفعل ذلك عن طيب خاطر، وأردت أن أفعل أي شيء من أجل طفلتي الصغيرة. سألته لماذا كان من المفترض الخضوع لهذه الاختبارات إذ أنه في عام 1995 ثلاثة من المتخصصين أعطوا تقييمهم بالفعل بخصوصي. لقد كان خبيثا وأجاب بأن التقييمات القديمة جزء من الماضي وذهبت بدون رجعة وأن التقييمات لها فترة زمنية مؤقتة، كما لو كانت لشخص لديه أكثر من 40 شخصية سوف تتغير كل ستة أشهر أو نحو ذلك…

ونتيجة لاشتياقي لرؤية صغيرتي مرة أخرى، ولكي أكون قادرا على اللعب معها، لكي المسها، وأمسح على رأسها، ولأتحدث معها وافقت على الخضوع لتلك الاختبارات. وقد أدرك البروفسور، باعتباره خبيرا متمرسا بعلم النفس على الفور لأنه يعرف الشعور المؤلم الناتج عن الانفصال والبعد عن حبيبتي بأن ذلك هدم كل ما عندي.

حتى انه على الفور استخدام، أو أساء استخدام، جميع المعلومات عن تقييمي التي تمت من قبل علماء النفس وسألني إذا كنت يمكن أن أرسل له تحليل الخبراء. وأنا كشخص كردي ساذج فعلت على الفور ما طلب مني. ومع ذلك، هو أراد على ما يبدو رؤية التقييمات القديمة فقط لكي لا تكون مختلفة كثيرا عن تلك التي كانت عام 1995 عندما كتب تقييماته الخاصة. وليس لاستخدامها ضدي، أولا وقبل كل شيء. أنا لم أرسل التقييمات له فقط، ولكن أيضا إلى الطبيب ستبرال وجميع تحليلات الخبراء ذكرت أنني لا أعاني من أي مرض عقلي، أن شخصيتي كانت جيدة وقوية، وأنني لم يحدث لي أي خلل أو اضطراب رغم كل الضغوط التي مررت بها وكل الاختبارات كانت نتائجها ممتازة، وجميعها وقعت من قبل نفس الطبيب ستيبرال.

بعد كل الاختبارات “التي أجريت” طلب مني الحضور مرة أخرى ولكن تلك المرة ستكون أيضا في وجود ابنتي لأنه يرغب في تقييم علاقتنا. وحاولت أن أشرح له أن والدتها كانت تتجاهل الأمر الصادر عن المحكمة حول الحضانة المشتركة لأبنتي لذلك لم أكن قادرا على رؤية ابنتي لفترات طويلة … انه على ما يبدو لم يكن مهتما لهذا على الإطلاق، وانه يحتاج فقط لملء الثغرات ليكمل الإجراءات ليطعنني في المكان الذي يحدث ضررا أكثر … وانه فقط يريد أسقاطي.

وحضرت إلى مكتبه في ذلك اليوم وبعد بعض اللحظات أحضر حبيبتي، ملاكي الصغير إلى الغرفة. كان نظرة وضوء عيني مرتبكا تماما في البداية، لأنها كانت تعيش في بيئة غريبة، لأنني لا أعرف ماذا كانت والدتها وجدتها تخبرانها عني. في ذلك الوقت كانوا يقوموا بوضع سمومهم في روحها البريئة.

 

 

على أي حال بعد بضع لحظات تذكرتني حتى أننا نسيت العبء المفروضة علينا في الغرفة من قبل البروفيسور فيميتال الذي كان قابعا فوقنا مثل سحابة سوداء ثقيلة. بدأنا في اللعب والمرح حول … البروفيسور فيميتال، في بيت وستو ذلك، يبدو أنه قد تألم لرؤيتنا سعداء جدا … بعد بعض الوقت الذي مر بالنسبة لي بسرعة البرق سمعت صوت شخص يرتدي الأبيض قائلا: “وقتك قد انتهى” كنت العب مع ابنتي على الأرض. نظرت فقط إلى مصدر الصوت وكان واضحا لي أنه كان صوت الشخص الذي كنت أنظر إليه على أنه صورة الشيطان في معطف أبيض. نظرته كانت قوية وحادة التعبير وتخترق أعماق قلبي حتى يمكنني أن أشعر بالألم الحاد … روحي في ذلك الحين تمزقت لأجزاء صغيرة بفضل تعبيره وصوته الذي كان يوجهه الي كان يمزقني مثل صاروخ بلا رحمة. بالنسبة لي كان صوتا ساديا، وكنت أعزلا بلا أي درع. صوته جعل روحي في كشيء ممزق في شبكة. وأبنتي الملاك الصغير؟ نظرت إليه نظرة سيئة لدرجة أنني لم أستطع القيام بذلك حتى في الوقت الذي كان كل قلبي ينزف. في نهاية المطاف بدأت تبكي لأنها لا تريد أن تذهب إلى أي مكان أخر، وقالت انها لا تريد تترك أبيها … كل صرخة من صرخاتها، وكل نظرة من نظراتها الحزينة كانت تؤلمني وتضرني وكنت أعاني من كل الجوانب … من جانب كان الضرر الناتج عن الشيطان ذو المعطف الأبيض ومن الجانب الآخر ألم طفلتي التي هي من دمي، وجزء من وجودي، من شخصي …. هل حقا أراد لي الخالق أن القى وأعاني كل هذا الألم الذي لا يطاق مباشرة في بيت الطبيب الأسطوري فاوستو؟